القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة طالوت وجالوت ونبي الله داود|ملخص قصة طالوت وجالوت في القرآن والعبرة منها


قصة طالوت وجالوت من القصص الهادفة التي ذكرها الله في القرآن ليبين لنا معنى مهم يجب أن نفهمه ونعيش به وسوف يظهر هذا المعنى وهذه الرسالة واضحا جليا طيلة أحداث القصة، ليبين لنا الله عظمة هذا المفهوم الخطير لتحقيق التمكين في الأرض على المستوى الشخصي أو على مستوى الأمم والشعوب، وكأن الله يقول لنا من خلال هذه القصة يا من تريد النجاح والتمكين في حكم هذه الأرض عليك بقصة طالوت وجالوت وافهم ما فيها من معانٍ.

ملخص قصة طالوت وجالوت

لماذا ذكرت هذه القصة في سورة البقرة بالذات؟، الحقيقة واضحة عندما نتدبر سورة البقرة التي تبدأ في مطلعها على آيات عن خلافة الله للعبد في الأرض وعن أهمية أن يكون الإنسان مئسول عن هذه الأرض حيث تعتبر سورة البقرة سورة استخلاف الله لعباده في الأرض فيقول الله في الجزء الأول منها "إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى ٱلْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوٓاْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّىٓ أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ".

لذلك جاءت في نفس السورة قصة طالوت وجالوت لتبين لنا نموذج عملي لقوم أرادوا الإستخلاف في الأرض فكيف كانت شروطه؟.

قصة طالوت وجالوت مختصرة

كان بنو إسرائيل يعيشون على الإيمان والتوحيد فترة طويلة من الزمان وكان الله يبعث لهم الأنبياء لتثبيتهم على طريق الحق وإرشادهم على سبل الخير وقد كانوا هم الامة التي تقيم التوحيد في الأرض ويعيشون في الأرض المقدسة وهي فلسطين حتى بدلوا وغيروا وانحرفوا واتبعوا الشياطين التي أبعدتهم عن عبادة الله وعادوا إلى عبادة الأصنام، وقد استمر الأنبياء في دعوتهم ولكن دون جدوى فقد زين لهم الشيطان أعمالهم وأضلهم عن طريق الحق، والنتيجة الحتمية لمن ينحرف عن عبادة الله أن سلط الله عليهم قوما جبارين قتلوا منهم أعدادا كبيرة وأخذوا منهم الأرض المقدسة وأبدلهم الله ذلا بالمعصية بعد العز والتمكين، فما أهون العباد على الله إن عصوه!.

قصص الإنسان في القرآن قصة طالوت وجالوت

وقد كان بنو إسرائيل لا يحاربون أحدا إلا إنتصروا عليه وذلك لأنه كان معهم التوراة وكذلك التابوت الذي ورثوه من موسى وهارون فقد كانوا يأخذونه معهم في المعارك فيقذف الله في نفوسهم السكينة والطمأنينة وينتصروا بإذن الله، حتى سلط الله عليهم ملك ظالم جبار أخذ منهم التابوت فتوالت عليهم الهزائم ونسوا التوراة وضاعت بينهم تعاليمها.

يمكنك قراءة 

قصة عجوز بني إسرائيل وعلو الهمة

شمويل عليه السلام

بعث الله في بني إسرائيل نبي صالح اسمه شمويل وقيل اسمه صموئيل وقد طلب منه بني إسرائيل أن يجعل لهم ملكا يقاتلون خلفه ليستردوا الأرض المقدسة والتابوت الذي فقد منهم وقد ذكر الله ذلك  في كتابه 

قال الله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ "البقرة:243.

فظل شمويل يتابعهم بالدعوة ويحثهم على التوبة وبعد وقت طويل من الجهد والدعوة عادوا إلى الصلاة وعبادة الله وطلبوا من النبي صموئيل أن يبعث لهم ملكا يقاتلون خلفه فقال لهم: ولكن ماذا إن رجعتم ولم تصدقوا في كلامكم ولم تذهبوا للقتال حيث يعرف أنهم مازالت نفوسهم ضعيفة ولا يستحقون التمكين في الأرض، فردوا عليه وقالوا: وكيف لا نقاتل وقد أخرجنا من ديارنا وأخذ الأعداء أبنائنا عبيدا نحن ننتظر الجهاد بكل حماسة وقوة، فقال لهم النبي شمويل أن ملكهم هو طالوت.

طالوت في القرآن وقيادة بني إسرائيل

دعا شمويل ربه أن يجعل لهم ملكا تكون العزة والنصر والتمكين على يديه فأوحى الله له أن ملك بني إسرائيل هو طالوت وعندما أخبرهم النبي شمويل بذلك إعترضوا وغضبوا وقالوا كيف يكون ملكا وهو رجل فقير لا مال له فتعجب النبي شمويل من موقفهم وقال لهم إن الله من إختاره  وذلك لأنه كان لديه قوة في جسمه وعلمه وهذه مؤهلات القائد أو من يريد التمكين وأن المال ليس من أساسيات النصر والخلافة.

ومن شدة إعتراضهم قالوا لن نوافق إلا بأن تكون هناك علامة أو دليل على أنه هو من يستحق القيادة علينا فقال لهم النبي شمويل أن علامة ملكه أن ياتي إليكم التابوت المفقود منكم وفيه بقايا من آل موسى وهارون عليهما السلام تحمله لكم الملائكة وبالفعل جاءهم التابوت الذي يمنحهم السكينة في حروبهم ويساعدهم على النصر بإذن الله تحمله الملائكة وبالفعل أقروا بملك طالوت عليهم وهنا بدأ طالوت يجهز الجيش للقتال وكان الأعداء على رأسهم قائد طاغية وجبار يسمى جالوت.

ملخص قصة طالوت وجالوت

أخذ طالوت يقوي الروح المعنوية ويذكرهم بفضل الجهاد في سبيل الله وما أعده الله للمجاهدين في سبيله لإعلاء كلمته وتمكين شريعته في الأرض وهنا يأتي التدريب العملي لمن يستحق أن يكون خليفة الله في أرض ويرفع راية دينه فقد مروا على نهر فقال لهم لا تشربوا من النهر رغم شدة العطش إلا أن يأخذ كل واحد منهم غرفة بيده غرفه واحدة إن كررها فلا يستحق الجهاد معهم ويعود من حيث أتى لماذا هذا الإختبار؟ لماذا لا يشربون كما يشاءون حتى يتحملوا مشقة الطريق وطوله ويقاتلوا بقوة ؟ إنه الإبتلاء لمن يزعم أنه يريد تمكين شريعة الله ويريد نصرة الدين.

وكأن المعني قاوم شهوات نفسك لتصل إلى النجاح او أي هدف تريد تحقيقه، قاوم المغريات من أجل المذاكرة والتحصيل، قاوم الشهوات من أجل رضا الله، قاوم الشهوات من أجل النجاح في الدنيا، قاوم ما تحب من أجل الوصول لأهدافك، هذه هو أهم معنى في القصة . 

يمكنك قراءة 

الدروس المستفادة من غزوة حنين

قصة طالوت وجالوت في القرآن 

ليس عجيبا أن تعلم أن الجيش كان عدده ثمانين ألفا وما إن رأو الماء حتى اندفعوا نحوه فشربوا منه إلا قليلا منهم استطاع أن يقاوم نفسه وشرب غرفة واحدة كما أمرهم طالوت وقيل أن من تحمل وقاوم شهوات نفسه كانوا ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا هذا العدد القليل من ثمانين ألفا هذه هي الدنيا وشهواتها لا يتحملها إلا القليل.

لم يرجع طالوت بهذا العدد القليل بل أكمل الطريق لأنه يعلم أن هؤلاء من يستحقون النصر والتمكين وليس الباقين أصحاب الشهوات ومن يتبعون الهوى فيا من تريد الإنتصار والخير لنفسك ولدينك انتصر على شهواتك أولا فهذه هي البداية.

وعندما رأوا الأعداء كأن الضعف تسلل لقلوبهم لكن أصحاب الإيمان الراسخ ذكروهم أن النصر من عند الله ومادام أنهم فعلوا ما طلب منهم فإن الله لن يتركهم وقال الله عنهم عندما رأوا جيش جالوت " لا طالقة لنا اليوم بجالوت وجنوده" فقالت الفئة المؤمنة الصابرة " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين"

قصة طالوت وجالوت ونبي الله داود

وهنا يبرز دور نبي الله داود الذي كان لا يزال صغيرا لكنه كان صابرا مقاوما لرغبات نفسه نجح في كل الإختبارات السابقة لذلك يرفع الله قدره ويختاره للنبوة ويتحقق النصر على يديه فعندما إلتقى الجيشان جيش المؤمنين وعلى رأسهم طالوت وجيش الكفر وعلى راسهم جالوت وخرج هذا الظالم متباهيا بقوته وكان عملاقا قويا يلبس الدروع الحديدية فنادى قبل أن تبدأ المعركة يطلب أحدا يبارزه وخاف الجميع لأنهم يعلمون قوة جالوت، وإذا بجالوت يصيح في أرض المعركة يطلب مبارزا لكن لم يخرج أحد، ولكن سرعان ما خرج شاب صغير كان يرعى الغنم ضعيف الجسم بالنسبة لجالوت وعندما تقدم داود ضحك  وسخر منه جالوت لكن تقدم داوود هذا الشاب  المؤمن بربه المتوكل عليه وإذا به يطلق عليه نبلة كان يستخدمهما فتقع في عينيه وتقتله في الحال وتعجب الجميع وكبر المؤمنون وإنهزم جيش جالوت وفروا وتحقق نصر الله وتمكينه لعباده عندما انتصروا على شهوات نفوسهم وتوكلوا على خالقهم وأصبح داود ملكا ثم اتاه الله النبوة والكتاب وجعل من نسله سليمان النبي الذي آتاه الله ملكا لن يؤتى لأحد من بعده.

هذه كانت قصة طالوت وجالوت ونبي الله داود ملخصة والعبرة منها وأرجو مشاهدة الفيديو لسماع القصة من قناتنا على اليوتيوب

يمكنك مشاهدة الفيديو ولا تنسى الاشتراك في القناة ليصلك كل جديد

تعليقات