القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة أصحاب الأخدود| من هم أصحاب الأخدود |الدروس المستفادة من سورة البروج

 


بطل القصة غلام سنه 15 عاما وكان اسمه عبد الله بن سامر وهو البطل الأساسي في القصة، وهناك لفتة رائعة أن البطل غلام صغير لتعطي الثقة للشباب أن يكون لهم هدف ورسالة في الحياة، فلا تستصغر نفسك فهذا الغلام كان سبب في إيمان بلدته بالكامل.


من هم أصحاب الأخدود



هذه القصة نزلت بها سورة كاملة في القرآن وكذلك النبي حكى هذه القصة في حديث طويل لأهميتها وذلك في بداية البعثة أيام تعذيب المشركين لأصحابه في مكة وكأنه يقول لعلي بن أبي طالب صغير السن  وأسامة بن زيد وباقي الصحابة تعلموا من قصة غلام أصحاب الأخدود وثباته على الحق، وأحداثها كانت في نجران على حدود الجزيرة العربية، وقد حكاها النبي لأصحابه في أسلوب مشوق ليغرس فيهم معنى مهم ورائع، وقد كانت هذه  الأحداث قبل الإسلام بوقت قليل.


قصة أصحاب الأخدود الغلام والملك


تبدأ القصة بملك ظالم يجعل الناس تعبده ويظلمهم ولم يبقى في البلدة إلا راهب كان يعبد الله الواحد ولم يستطع العيش في البلدة لمعرفة الملك به فهرب على أطراف المدينة ولم يعرف أحد مكانه، واتخذ الملك ساحر ليقوم له بالخدع السحرية ليثبت للناس أن هذا الملك هو إله بالفعل، وبالفعل كان الساحر يقوم بالأعمال السحرية ليقنع الناس بالملك وإنه إله، وفي يوم قال الساحر للملك: إني قد كبرت فإجعل لي غلام أعلمه السحر لكي تبقى مملكتك قوية ويستمر خداع الناس، وفعلا أحضروا غلاما و بدأ الغلام يتعلم السحر من الساحر ودخل عند الملك، وكان الغلام في طريقه للساحر يمر على الراهب العابد وبدأ الراهب يحاول أن يأخذ الغلام ليعلمه الحقيقة، ففي يوم سقط الغلام في حفرة ولم يستطع الغلام الخروج من الحفرة فجاءه الراهب وقال له: اجعل السحر يخرجك من الحفرة وقال له: أن الساحر يعلمك الوهم وليس الحقيقة وإذا أردت الحقيقة فتعالى أعلمك، فتشوق الغلام وبالفعل عندما أخرجه الراهب ذهب إليه وبدأ يعلمه الحقيقة ويعلمه أنه لا إله إلا الله وأن السحر كفر وأن الملك يعلمك السحر لتخدع الناس وأن هناك إله خالق وأن الملك ليس إله، أعجب الغلام بكلام الراهب لكنه ظل مترددا فكان يذهب للساحر وهو عائد إلى بيته يمرعلى الراهب وكان معجب ومقتنع بكلام الراهب لكنه لا يريد ترك الساحر لأنه من يملك السلطة والجاه والمال أم الراهب فيملك الحقيقة وظل يتردد على الاثنين ولا يستطيع  أن يحدد أيهما من يسير معه ويترك الآخر.

ما الذي يعلمه الراهب للغلام


كان يعلمه التوحيد وأن الله هو الحق وهو المسيطر على الكون فلا تخاف من أحد، ويعلمه أن يقاوم الظلم وأن يعيش لقضية ورسالة ولابد أن يكون له دور في الحياة لخدمة دين الله وكان يغرس فيه هذه المعاني، لكنه كان إذا أتى الساحر تأخر فضربه وإذا عاد إلى أهله تأخر فيضربه أهله ومع ذلك لم يترك القضية، فاشتكى إلى الراهب فقال له إذا تأخرت إلى الساحر فقل له حبسني أهلي وإذا تأخرت عن أهلك فقل لهم حبسني الساحر.

موقف يبين للغلام الحق


وذات يوم كان هناك دابة وقيل أنها أسد يقطع الطريق على الناس ولا يستطيعوا الوصول إلى بئر الماء فلجأ الناس إلى الغلام لأنه تلميذ عند الساحر فقالوا له: خلصنا من الدابة، فقال الغلام اليوم أعرف أيهما أفضل الساحر أم الراهب فأمسك بحجر صغير وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة، فألقى الحجر فسقط في فم الدابة فقتلها فقال الناس: ساحر عظيم وفرحوا به، لكنه قال لهم لا إله إلا الله ثم عاد بسرعة إلى الراهب وقص عليه ما حدث فقال له الراهب أنت اليوم خير مني وإنك ستبتلى فاصبر ولا تدل علي.

الدروس المستفادة من سورة البروج


أخبره بالإبتلاء ليعرف أن طريق الإصلاح صعب ولابد فيه من الإبتلاء، فيامن تريد الحق والخير للناس لابد من الإختبار يقول الله تعالى: "ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين" هذا هو الطريق يا من تريد الإصلاح فالحق يحتاج إلى رجال يضحوا من أجله.

قصة الغلام الذي قتله الملك


لم ينعزل الغلام كما فعل الراهب بل قرر الإختلاط مع الناس وتعليمهم الحق ونشر لا إله إلا الله فأحبه الناس وتعلقوا به وبدأوا يحبون الله ويعرفون أن الملك ليس إله، وكان الغلام من قربه  إلى الله أجرى على يده كرامات، فكان يبرأ الاكمه والأبرص ويعالج المكفوفين وكان يقول لهم أن الله الواحد هو من يعالجهم فتعلق الناس بالله وازداد حبا له، وكان للمك جليس أعمى فذهب للغلام وقال له: أعطيك أموال كثيرة إن رددت علي بصري فقال له الغلام أنا لا أشفي أحد ولكن الله هو من يشفي فقال جليس الملك: أنني لو آمنت بالله فأنه يرد علي بصري فقال له: نعم فآمن الرجل فدعا له الغلام أن يرد عليه بصره وفعلا رد الله له بصره.

تلخيص قصة الغلام والساحر


ذهب جليس الملك عند الملك مباشرة ولم يخاف فقال له الملك: من رد عليك بصرك فقال الله ربي فقال الملك له أولك رب سواي فقال: ربي وربك الله فمازال يعذبه حتى دل على الغلام فجئ بالغلام فقال له الملك: أي بني لقد بلغك من السحر ما نرى فأنك تبرئ الأكمه والأبرص فقال الغلام: أنا لا أشفي أحد وإنما من يشفي هو الله فقال له الملك أولك رب سواي فقال: ربي وربك الله، فمازال يعذبه حتى دل على الراهب فجئ بالراهب فقام الملك بإحضار الجليس فوضع المنشار في منتصف رأسه وقيل له ارجع عن دينك فقال لا إله إلا الله فنشر بالمنشار حتى شق نصفين ثم جاء بالراهب ووضع المنشار في منتصف رأسه فقيل له: ارجع عن دينك فقال لا إله إلا الله فنشر نصفين والغلام ينظر، وظن الملك أن الغلام سيخاف وإذا بالغلام يقول لا إله إلا الله عندما رأى ثبات الراهب على الدين، فتعجب الملك لكنه لم يقتله لأنه يعلم مكانته عند الناس ويريد أن يقتله ولكن بدون أن يراه الناس حتى لا تزيد مكانته عندهم.



يمكنك سماع القصة من قناة دفتر الحكايات من هنا ولا تنسى الاشتراك في القناة

 

قصة الغلام في سورة البروج


فأمر الملك أن يأخذه الجنود إلى جبل ويلقوه من فوق الجبل حتى يموت بعيد عن الناس حتى لا يؤثر فيهم فظل الغلام طول الطريق يقول اللهم اكفينيهم بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير فاهتز الجبل وسقط الجنود وعاد الغلام إلى الملك بكل شجاعة وتوكل على الله لم يهرب لأنه صاحب رسالة وفي طريقه يقول بصوت عال لا إله إلا الله والناس تجتمع حوله ومنبهرين بشجاعته فغضب الملك وقال له أين الجنود فقال الغلام كفانيهم الله بما شاء، فأمر الملك جنودا للمرة الثانية أن يأخذوه إلى البحر ويلقوه في البحر وبالفعل أخذوه، فدعا بنفس الدعاء الله أكفينيهم بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير".


تحدي الغلام للملك ليؤثر في الناس


قال الغلام للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به فقال الملك: وماذا أفعل فقال الغلام: اجمع الناس في صعيد واحد ثم اصلبني على جذع النخلة وخذ سهم من كنانتي ثم ضع السهم في القوس ثم قل بسم الله رب الغلام فحينها سأموت.

وبالفعل جمع الملك الناس وربط الغلام على جذع النخلة  وقال بصوت عال: بسم الله رب الغلام فضربه بالسهم فوقع في قلبه فقال الغلام: لا إله إلا الله ونظر للناس ثم مات وهو يبتسم وإذا بالناس ترى وتعرف القصة والأحداث وسمعت الملك وهو يقول بسم الله رب الغلام فصاح الناس عندما مات الغلام لا إله إلا الله  رب الغلام، فقال الملك: لقد وقع ما كنا نخافه.


قصة أصحاب الأخدود للأطفال 


أمر الملك بجنوده بحفر الأخدود وهي حفرة كبيرة وأن يشعل بها النار وجمع الناس وبدأ يلقى الناس في النار، والناس مقبلة على النار بكل ثبات وقوة وإيمان ولا يفارقهم قول لا إله إلا الله وأحرقهم جميعا ونزلت فيهم سورة كاملة من القرآن وهي سورة البروج لتحكي لنا هذه القصة العظيمة التي تبين لنا الثبات على الدين والتضحية من أجل لا إله إلا الله.

كيف كانت نهاية الملك الظالم في قصة أصحاب الأخدود


عاش الملك بدون شعب وكانت نهايته الأحلام المفزعة في نومه حتى هجمت عليه بلاد الحبشة المسيحية عقابا له على ما فعل في المؤمنين، فهرب حتى ألقى نفسه في البحر وانتحر ومات كافرا.

وخلد الله لنا هذه القصة في القرآن وكذلك ذكرها النبي في حديث طويل ليبين لنا أهمية الثبات على التوحيد والتضحية من أجل إعلاء قول لا إله إلا الله.

فوائد سورة البروج الروحانية 


لتبين لنا أهمية الثبات على الحق وأن الإبتلاء سنة كونية للمصلحين والدعاة وأصحاب الفكر، فعش بقضية ورسالة وضحي من أجلها هذه الرسالة الربانية لسورة البروج وإياك أيها الشاب أن تعيش بلا هدف أو غاية كبرى لحياتك وحبذا أن تكون قضيتك نصرة الدين وإعلاء كلمة الله في العالمين.

يقول الله تعالى: "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11).

يمكنك قراءة



تعليقات