القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة قارون كاملة مكتوبة| قصة قارون في سورة القصص


نبدأ القصة بآية مهمة جدا نحتاجها في حياتنا اليومية لكي نطمئن ونرضا بأقدار الله لنا وما يعطينا من رزق، يقول الله تعالى: " ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء" الله يعلم ما يصلحك هل الغنى أم الفقر المهم أن ترضى والله لا يعجزه أن يعطيك ويزيد في رزقك يقول الله تعالى في الحديث القدسي: " يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر"

البحث عن الغنى ليس عيبا والطموح في الغنى وإكتساب المال ليس حرام ولكن الخطأ والمحرم أن يشغلك المال عن عبادة الله وأن يلهيك المال عن ذكر الله ويملأ قلبك وعقلك وتنسى الآخرة .

قصة قارون كاملة مكتوبة


تبدأ القصة بقول الله تعالى "إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم " أي أنه كان فقيرا مستضعف في بادئ الأمر لم يولد غنيا بل كان من بني إسرائيل الفقراء المستضعفين وكان من المؤمنين بالله أي لم يكن يعبد فرعون وكان أيضا من المقربين لموسى كل ذلك نفهمه من قول الله "أن قارون كان من قوم موسى"، ولكن كيف تغير وكيف تبدل حاله، فتح الله عليه ورزقه الله من حيث لا يحتسب ووصف لنا الله ذلك عن الكنوز التي أعطاها الله له حيث قال "وأتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة" تخيل أن المفاتيح يحملها العصبة من الرجال أي عددهم من عشرين لأربعين رجل لحمل مفاتيح الكنوز فقط  فما بالك بما داخل الخزائن وهذا يبين عطاء الله للعبد ليس له حدود لأن الله قدرته لا حدود لها ويرزق من يشاء بغير حساب، وهذا ما يبينه الله في قول "وآتيناه من الكنوز" ليس كنزا واحدا، أي أن كل هذه الأموال بقدرة وفضل وعطاء الله له فلا تقل أنا غني بمجهودي وذكائي فكم من أناس أذكى منك بكثير وهم في شدة الفقر ولكنه عطاء الله لك الذي يرزق من يشاء بغير حساب.
والمشكلة الكبرى يقول تعالى "إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم" أي بدأ يظلمهم ويحتكر سلعهم مع أنهم قومه لكنه أهتم فقط بزيادة أمواله ولم يهتم بأوجاع الناس وحاجاتهم المهم أن تزداد ثروته فأصبح كل يوم في غنى شديد وبنو إسرائيل في فقر أشد وتنكر لقومه ورفض المساعدة بل بغى عليهم واحتكر طعامهم .

قصة قارون كاملة


يقول تعالى :"إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين". الفرح هنا معناها التكبر حيث بدأ قارون يتكبر عليهم ويعاملهم باستعلاء وغلظة ولم يساعدهم وبدأ كذلك يشككهم في موسى وإتباعهم له ويتعالى عليهم بالمظاهر والزينة ومتاع الحياة الدنيا، فبدأ الناس تفتن بهذه الزينة وتتمنى أن تكون مكانه وتعيش في غنى مثله وهنا لفته أن من أعطاه الله من متع الدنيا وثرواتها لا ينبغي له أن يظهر ذلك أمام الفقراء لكي لا يفتنوا به بل يتواضع ولا يبالغ في التباهي بالزينة أمام الفقراء خاصة.

قصة قارون مع موسى


قال تعالى حاكيا عن كلام بني إسرائيل لقارون " وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا" ابتغ بمالك الدار الآخرة والعمل لإرضاء الله ونشر دينه استخدم أموالك في طاعة الله ونشر الحق والخير وما يسعدك في الدار الآخرة وكذلك لا تنسى نصيبك من الدنيا فلا تحرم نفسك مما أحله الله لكن الآخرة هي الأولى والأهم.

إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي " القصص:78

قصة قارون في التوراة


 كانت نهايته عندما قال إنما أوتيته على علم عندي ولم يسند الفضل لله وقال أن هذا المال وهذه الثروة بذكائي ومجهودي وأن الله ليس له الفضل علي في شئ فهنا جاء غضب الله عليه يقول تعالى : "  فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ۖ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ".قال أصحاب الدنيا من يرغبون في جمع المال وتسيطر عليهم الدنيا فقط ياليتنا مثل قارون لأنهم يفتنون بالدينا فقط والآخرة ليست في قلوبهم فكانت النتيجة أن خسف الله به وبداره وبكنوزه الأرض وإذا بالفقراء يقولون الحمد لله أن لم يجعلنا مثل قارون ولو كنا مثله لخسف بنا الأرض كما حدث معه وتعلموا الدرس أن الرضا والقناعة خير من الغنى الذي ينسى الله والآخرة ويكون سبب في هلاك العبد في الدنيا والآخرة ، ولخص الله العبرة من القصة في قوله: "وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّـهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ" 

لا يصل إلى الرضا بما قسم الله إلا الصابرون، اصبر على متاع الدنيا وفتنها ولا تغتر بما أعطاه الله لغيرك بل اصبر وأرض بما قسمه لك تكن أغنى الناس.

يمكنك قراءة 



تعليقات