غزوة حنين من أعظم الغزوات التي قام بها النبي وكانت في السنة الثامنة من الهجرة وكانت بين المسلمين وبين قبيلتي هوازن وثقيف سوف نتكلم عن موقف تربوي عظيم حدث بعد الغزوة لنتعلم منه عدم التعلق بالدنيا وأن الآخرة هي الهدف والغاية وأن الإنسان لابد ان يحاول أن يخلص قلبه من التعلق بالدنيا كما بين لنا النبي أن أكثر الأمراض القلبية في آخر الزمان والذي يؤدي إلى الهوان والضعف وتسلط الأمم على المسلمين هو حب الدنيا وكراهية الموت.

غزوة حنين دروس وعبر :متى وقعت غزوة حنين؟

أحداث الغزوة وقعت في السنة 8 من الهجرة والغزوة كانت بين المسلمين وبين قبيلتي هوازن وثقيف وهما يسكنان الطائف، عندما فتح المسلمون مكة زادت نقمة هاتين القبيلتين على المسلمين وشعروا بأن الإسلام تزداد شوكته فقرروا محاربة المسلمين ليقضوا عليه ويتخلصوا منه قبل أن يأتي إليهم فتجمعوا بقيادة زعيمهم مالك بن عوف وقد طلب منهم أن يأخذوا معهم ابنائهم ونسائهم وأموالهم في المعركة ليحاربوا بشجاعة ويعلموا أنها معركة مصيرية لهم ولابد من النصر، تجمعوا واختبئوا في أودية وشعاب حنين و عندما سار المسلمون أعجبوا بعددهم فقد بلغ العدد أثنا عشر ألفا منهم عشرة آلاف من الأنصار وألفين من المهاجرين فهذه أول مرة يصل عدد المسلمون إلى هذا الحد فقال أحدهم: لن نغلب اليوم من قلة وكأنهم اطمأنوا إلى النصر ونسي البعض أن النصر ليس بالعدد أو بالأسباب المادية الدنيوية فقد وأنما الأصل أن النصر من عند الله.

نتائج غزوة حنين

بدأت المعركة وفاجأ المشركون المسلمين فتشتتوا وفر كثير منهم ولم يثبت إلا النبي صلى الله عليه وسلم و معه عدد قليل من الصحابة وقال لعمه العباس نادي على أصحاب السمرة وهي الشجرة التي بايعوا تحتها النبي على القتال والشهادة في سبيل الله فنادي العباس وكان صوته قويا فعاد المسلمون إلى القتال وأمسك النبي حفنة من التراب ونثرها عليهم وقال شاهت الوجوه أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب فتحولت الهزيمة والفرار إلى نصر بفضل الله، وكان هذا درس عملي للمسلمين ليبين لهم أن النصر ليس بكثرة العدد وإنما النصر من عند الله ، وقد اوضح الله لنا هذا المعنى في القرآن لنعلم أن الأسباب المادية مهمة ولكنها ليست هي من يحقق لك ما تريد بل أن هناك إله مهيمن على هذا الكون لا يحدث شيء إلا بإرادته وتوفيقه يقول تعالى" لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25)" التوبة

الدروس المستفادة من غزوة الطائف 

مازالت الدروس التربوية من غزوة حنين حيث أن المسلمين غنموا من هذه الغزوة غنائم عظيمة كما قلنا لأن المشركين أحضروا معهم الأموال والأولاد، فقام النبي بتوزيع هذه الغنائم العظيمة على المهاجرين الذين أسلموا في فتح مكة وذلك لانهم حديثي عهد بالإسلام حتى يؤلف قلوبهم فتحدث الانصار في ذلك وقال بعضهم لقد وجد النبي أهله وقال آخر سيوفنا تقطر من دمائهم وهم يذهبون بالغنائم.

يمكنك قراءة

قصة تحفيزية للنجاح في الحياة وتحقيق الأهداف

قصة عجوز بني إسرائيل وقبر يوسف

قصة أويس القرني وبره بامه

أبرز أحداث غزوة الطائف

فذهب سعد بن عبادة ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما يجد الأنصار في نفوسهم فقال له النبي وما تقول أنت يا سعد فقال سعد: ما أنا إلا رجل من قومي فقال له النبي اجمع لي الانصار، فلما اجتمعوا قال لهم النبي ما حديث بلغني عنكم وهنا بدأ النبي يعالج الأمر بخطبة بليغة ألانت قلوبهم وأبكت عيونهم .

قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : يا معشر الأنصار ألم اجدكم ضلالا فهداكم الله بي ألم أجدكم متفرقين فألفكم الله بي ألم اجدكم عالة فأغناكم الله بي فقالوا الله ورسوله أمن.

ثم قال لهم ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله قالوا ودموعهم تسيل الله ورسوله أمن فقال لهم أما والله لوشئتم لقلتم وصدقتم أتيتنا مكذبا فصدقناك وطريدا فآويناك وعائلا فواسيناك فقالوا بل الله ورسوله أمن .

خطبة النبي في الأنصار بعد غزوة حنين

ثم قال لهم أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون أنتم برسول الله إلى رحالكم فقالوا رضينا برسول الله فقال النبي لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار والله لو سلك الناس شعبا وواديا لسلكت شعب الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار فارتفع صوت الانصار بالبكاء والنحيب حتى إخضلت لحاهم وقالوا رضينا برسول الله قسما وحظا.

ما أعظمه من خطاب! وما أعظم نبي الإسلام محمد! الذي عالج الأمر بكلمات قليلة وصرف قلوب أصحابه عن التعلق بالدنيا وبين لهم أن الآخرة خير وأبقى، فصلى الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن أصحابه من المهاجرين والأنصار.

يمكنك مشاهدة هذا الفيديو ولا تنسى الاشتراك في القناة