قصة بائعة اللبن مع عمر

قصة رائعة عن عاقبة التقوى والخوف من الله وجزاء ذلك في الدنيا قبل الآخرة، فما أحوجنا إلى هذه المعاني والقصص الواقعية التي تحيي في قلوبنا الخوف والمراقبة لله عز وجل بعد أن كثر الغش والخداع في زمن طغت فيه المادة والدنيا على حب الله والآخرة، فهذه من القصص الواقعية عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فاروق الأمة وما أدراكم ما عمر الرجل الثاني في أمة الإسلام بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عمر الذي يخاف الشيطان منه فإذا سلك طريقا يسلك الشيطان طريقا آخر هذا الجبل الأشم الذي ملأ الأرض عدلا، وقيل عن عمر أنه كان إذا تكلم أسمع وإذا ضرب أوجع وإذا مشى أسرع فما كان يحب الباطل ولا أهله ولا يخاف في الله لومة لائم بل جهر بالحق من أول يوم دخل فيه الإسلام وهذه قصة واقعية حدثت في خلافته وما أكثر قصص عمر التي نأخذ منها العظة والعبرة في العدل والزهد وحب الحق.

قصة عمر بن الخطاب مع بائعة اللبن 

كان عمر من أعظم صفاته حبه للعدل ومناهضة الكفر والفساد وخوفه الشديد على الرعية وقد كان في يوم من الأيام اشتكى إليه الناس أن بعض بائعي اللبن يخلطون الماء مع الحليب لكي يزيد ويربحوا أموالا أكثر، فلما عرف عمر غضب وأمر المنادي أن ينهى الناس عن ذلك وقال يا بائعي اللبن لا تخلطوا اللبن بالماء وتغشوا المسلمين ومن يفعل ذلك فسوف يتعرض لعقاب أمير المؤمنين وفي الآخرة عقاب الله.

عمر بن الخطاب الخليفة وتفقد أحوال الرعية

كان من عادة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يتفقد أحوال الرعية فلم يكن في معزل عن رعيته بل كان معهم يشعر بهم ويراعي أحوالهم ويتفقد فقراءهم ومن أقواله " لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لما لم تصلح لها الطريق يا عمر".

وفي يوم من الأيام كعادته خرج ليتفقد أحوال الناس لعله يجد من يحتاج إلى مساعدة وكان معه خادمه "أسلم" وإذا بهم يمرون ببيت وكان يستريح بجانبه فسمع من داخل البيت امرأة تقول لبنتها قومي يا بنيتي فأخلطي اللبن بالماء فإذا بالبنت تقول لها يا أماه إن أمير المؤمنين نهانا عن ذلك وقال لا تغشوا المسلمين فقالت الأم لها يا بنيتي إن أمير المؤمنين لا يرانا فقالت لها :"البنت إن كان أمير المؤمنين لا يرانا فإن رب أمير المؤمنين يرانا ".

وهنا أعجب عمر برد الفتاة ورأى فيها التقوى والخوف من الله فنادى على خادمه أسلم وقال له ضع علامة على البيت وعاد مسرعا إلى أولاده وقال لهم من منكم يريد الزواج من ابنة بائعة اللبن ولو كان بي قدرة للنساء لتزوجتها فقال له عبد الله أنا لدي زوجة وقال عبد الرحمن نفس قوله فقال عاصم أنا ليس لي زوجة وأوافق على الزواج منها وكان من أفضل الناس خلقا وعلما وتقوى وكان له في الشعر والفصاحة، فتزوجها عاصم وأنجب منها بنتين هما ليلى وحفصة وقد تزوجت ليلى من عبد العزيز بن مروان وأنجبت فيما بعد عمر بن عبد العزيز الذي أطلق عليه خامس الخلفاء الراشدين لعدله وزهده وكان أشبه الناس بجده عمر بن الخطاب.

العبرة من قصة بائعة اللبن

العبرة من قصة بائعة اللبن أنك تعلم أن للتقوى اثر في حياتك ولها خير سيعود عليك عاجلا أم آجلا فلا تظن أن خوفك من الله لن يجازيك الله عليه خيرا في الدنيا قبل الآخرة.

وهذه القصة تبين لنا أن التقوى من أحب الأمور إلى الله وبها يتحلى عباده المخلصين وهم الرابحون في الدنيا والآخرة فما خاب من سلك طريق الله ولا من اختار رضا مولاه وكم قد رأينا من آثر رضا الله على هوى نفسه فرفعه الله وعوضه وأعلى شأنه في الدنيا قبل الآخرة فلا تغتر بالعاجلة وتختار الفانية على الباقية فكل ما فوق التراب تراب ولن يبقى إلا ما تقدم لدينك وترضي به مولاك، فإياك والمال الحرام وارض بالحلال ولو كان قليلا يبارك الله لك فيه ويغنيك عن الحاجة لغيره سبحانه وتعالى .

ماذا تعلمت من قصة بائعة اللبن

فيا كل فتاة تبحث عن زوج صالح اتق الله ويا كل عاطل تبحث عن وظيفة اتق الله ويا مريضا تطلب الشفاء اتق الله ويا من تشتكي خلق أولاده وبعدهم عن الله اتق الله ويا من تشتكي خلق زوجه اتق الله .

أتمنى أن تكون قصة بائعة اللبن مع عمر بن الخطاب قد نالت إعجابكم.

قال تعالى " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب "

وقال أيضا " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض"

فاحرص أخي على تقوى الله تسعد في الدنيا والآخرة وشكرا لقراءة المقال.

اترك تعليقا بالأسفل لنعرف بمرورك الكريم ويسعدنا متابعة قناتنا على اليوتيوب للقصص الهادفة 

اضغط هنا للدخول إلى القناة

شاهد هذا الفيديو